تعرض كريستيز ضمن «مزاد السجاد الشرقي» يوم الثلاثاء 19 نيسان/أبريل بلندن ثلاث سجادات مزهرية استثنائية من إقليم كرمان بإيران ظلت بعيدة عن أعين العالم لأكثر من قرن ولم تُنشر صور لها طوال تلك الفترة.
وشكلت تلك السجادات جانباً من مقتنيات عائلة روتشيلد الثرية والعريقة في أوروبا والمعروفة بمقتنياتها النفيسة التي تشمل بعض أهم الأعمال الفنية العالمية.
وتتصدَّر «مزاد السجاد الشرقي» الذي تنظمه كريستيز سجادة مزهرية من كرمان (القطعة 101) تعود إلى أواخر القرن السابع عشر في جنوب شرق فارس (القيمة التقديرية: 1000.000-1.500.000 جنيه إسترليني). ورغم أنها أصغر السجادات الثلاث حجماً، غير أنها الوحيدة المكتملة حتى أطرافها، وهي أفضلها على الإطلاق من حيث جودتها.
وفي هذا الصدد، قالت لويز برودهيرست، مدير قسم بُسُط وسجاد المشرق لدى كريستيز: "تقدّم هذه السجادة دليلاً آخر يدعم فرضية أن حائكي السجاد في كرمان في القرن السابع عشر كانوا الأكثر إبداعاً والأكثر تأثيراً في صناعة السجاد في فارس. وتجسّد أحد أقدم الأمثلة على تصاميم المزهرية الباهرة في تفاصيلها وعُقدها وتراتُب ألوانها".
وتتفاوت السجادات الثلاث في تصاميمها وأحجامها، وتمثل تجسيداً فذاً لفنون حياكة السجاد في إقليم كرمان، تلك الصناعة الممتدة لمئة عام، من نهاية القرن السادس عشر حتى نهاية القرن السابع عشر. واستُحدث مصطلح "مزهرية" Vase في هذا السياق في أعقاب معرض نظمته ماي بياتي في عام 1976، وأبرز المعرض المذكور مجموعة سجادات تتضمن رسومات مزهريات وتتقاسم تقنية حياكة متشابهة. ومنذئذ يُستخدم هذا المصطلح لوصف السجادات المحاكة بهذه الطريقة بصرف النظر عن تصميمها، بما في ذلك السجادات التي لا تتضمن رسمة المزهرية. وتنفرد السجادات المحاكة بهذه الطريقة بوجود ثلاث نقشات معترضة بعد كل صف عُقد.
وكانت ألِس روتشيلد (1847-1922) ثامن وأصغر أبناء آنسليم وشارلوت روتشيلد، العضوين في عائلة روتشيلد المصرفية النمساوية. وكانت ألِس مقرّبة إلى أبعد حد من أخيها فيرديناند الذي أرسلته عائلته إلى إنكلترا للدراسة في جامعة كمبردج. وعندما بدأ فيرديناند بتشييد منزله الشهير Waddesdon Manor في ريف باكينجهامشير، اشترت ألِس عقاراً قريباً منه للبقاء إلى جوار أخيها. لم تتزوج ألِس طوال حياتها، وتُوفت زوجة أخيها فيرديناند في سن مبكر من حياته، وبعدها كرَّس الاثنان حياتهما للمقتنيات النفيسة. وكانت عائلة روتشيلد في طليعة الأُسر الثرية الأكثر اقتناءً للفنون الإسلامية، وعندما شاعت التصاميم الداخلية الشرقية في الرُّبع الثالث من القرن التاسع عشر، تصدَّرت عائلة روتشيلد هذا الاهتمام الصاعد. لا توجد اليوم وثائق تحدّد الفترة التي انضمت بها هذه السجادات الاستثنائية الثلاث إلى مقتنيات عائلة روتشيلد، لكن من المعروف أن فيرديناند عند وفاته في عام 1898 ترك بيته الشهير في ريف باكينجهامشير ومحتوياته لأخته ألِس التي قرَّرت حينها دمج مقتنياتها في منزلها Eythrope الواقع أيضاً في باكينجهامشير مع تركة أخيها من المقتنيات. وعند وفاتها في عام 1922 آلت تلك المقتنيات مع تركتها كاملة إلى ابن أخيها جيمس روتشيلد (1878-1957)، وظلَّت السجادات الثلاث تنتقل ضمن عائلة روتشيلد.